الكلام في ولادة صاحب الزمان وصحته ، أشياء إعتبارية وأشياء إخبارية
فأما الاعتبارية فهو أنه إذا ثبت إمامته بما دللنا عليه من الاقسام، وإفساد كل قسم منها إلا القول بإمامته ثبت(1) إمامته وعلمنا بذلك صحة ولادته إن لم يرد(2) فيه خبر أصلا.
وأيضا ما دللنا عليه من أن الائمة اثنا عشر يدل على صحة ولادته، لان العدد لا يكون إلا لموجود.
وما دللنا على أن صاحب الامر لابد له من غيبتين يؤكد ذلك، لان كل ذلك مبني على صحة ولادته.
وأما تصحيح ولادته من جهة الاخبار فسنذكر في هذا الكتاب طرفا مما روي فيه جملة وتفصيلا، ونذكر بعد ذلك جملة من أخبار من شاهده ورآه لان استيفاء ما روي في هذا المعنى يطول به الكتاب.
195 - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا، عن
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " ثبتت.
(2) في نسخ " أ، ف، م " لم يرو.
(*)
[230]
الثقة قال: حدثني عبدالله بن العباس العلوي - وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا(1) في أشياء كثيرة - قال: حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي(2)، قال: دخلت على أبي محمد عليه السلام بسر من رأى فهنأته بسيدنا صاحب الزمان عليه السلام لما ولد(3).
196 - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة(4) بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم، قالت فلان ابن الحسن فسمته.
فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلى أمه قلت لها: فأين الولد؟ قالت: مستور فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ قالت: إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام، فقلت
أقتدي)(5) بمن وصيته إلى امرأة.
فقالت: إقتد(6) بالحسين بن علي عليهما السلام أوصى إلى أخته زينب بنت علي عليه السلام في الظاهر وكان(7) ما يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسين عليهما السلام.
ثم قالت: إنكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين عليه السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة؟.
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " كان يخالفنا.
(2) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا الحسين بن الحسن الحسيني الاسود، فاضل، يكنى أبا عبدالله، رازي.
(3) عنه البحار: 51 / 17 ح 24 وإثبات الهداة: 3 / 506 ح 312.
(4) في نسخ الاصل: خديجة والصحيح ما أثبتناه من البحار وغيره.
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في البحار: إقتداء.
(7) في نسخ " أ، ف، م " فكان.
(*)
[231]
وروى هذا الخبر التلعكبري، عن الحسن بن محمد النهاوندي(1)، عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي، عن أبي حامد المراغي قال: سألت حكيمة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري، وذكر مثله(2).
197 - وقد تقدمت(3) الرواية من قول أبي محمد عليه السلام حين ولد له: وزعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فكيف رأوا قدرة الله وسماه المؤمل.
198 - وروى محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الاشعري، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله وعلى أوليائه زعم أنه يقتلني وليسلي عقب فكيف رأى قدرة الله، وولد له ولد وسماه محمدا سنة ست وخمسين ومائتين(4)(5).
___________________________________
(1) قال النجاشي: الحسن بن محمد النهاوندي، أبوعلي، متكلم جيد الكلام، له كتب.
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 506 ح 313.
وفي البحار: 51 / 363 ح 11 عنه وعن كمال الدين: 501 ح 27 وص 507 بإسناده عن محمد بن جعفر.
ورواه في إثبات الوصية: 230 عن أبي الحسن محمد بن جعفر الاسدي باختلاف يسير.
وفي الهداية الكبرى للحضيني: 89 بإسناده عن الاسدي باختلاف.
(3) في ح 186.
(4) قال في البحار: ربما يجمع بينه وبين ما ورد من خمس وخمسين بكون السنة في هذا الخبر ظرفا لخرج أو قتل، أو أحداهما على الشمسية والاخرى على القمرية " انتهى ".
نقول: والحمل الاخير لا وجه له، إذ تفاوت الشمسية والقمرية في مدة ست وخمسين ومائتي سنة يكون بما يقرب من ثمان سنين لا سنة واحدة.
(5) عنه البحار: 51 / 4 ح 4 وعن كمال الدين: 430 ح 3 عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد.
وفي إثبات الهداة: 3 / 441 ح 11 عنهما وعن الكافي: 1 / 329 ح 5 وص 514 ح 1 وفيه أحمد بن محمد بن عبدالله الانباري.
وأخرجه في إعلام الورى: 414 وحلية الابرار: 2 / 549 عن الكافي، وفي كشف الغمة: 2 / 449 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن الكليني.
ورواه في تقريب المعارف: 184 عن أحمد بن محمد بن عبيدالله مثله.
(*)
[232]
199 - أبوهاشم الجعفري قال: قلت لابي محمد عليه السلام: جلالتك تمنعني عن مسألتك فتأذن لي في أن أسألك؟ قال: سل، قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت: فإن حدث حدث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة(1).
200 - وروى محمد بن يعقوب رفعه عن نسيم الخادم، وخادم أبي محمد عليه السلام قال: دخلت على صاحب الزمان عليه السلام بعد مولده بعشر ليال فعطست عنده.
فقال: يرحمك الله ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك في العطاس؟ هو أمان من الموت ثلاث أيام(2).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 161 ح 11.
وأخرجه في إعلام الورى: 413 وحلية الابرار: 2 / 549 وإثبات الهداة: 3 / 441 ح 10 عن الكافي: 1 / 328 ح2.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 527 والصراط المستقيم: 2 / 171 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن محمد بن يعقوب.
ورواه في تقريب المعارف: 184 وروضة الواعظين 262 والفصول المهمة: 292 عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري مثله.
(2) عنه إعلام الورى: 395.
وفي البحار: 51 / 5 ح 8 عنه وح 7 عن كمال الدين: 430 ذح 5 بإسناده عن نسيم الخادم باختلاف.
وأخرجه في البحار: 76 / 54 ح 12 عن الكمال وفي ج 52 / 30 ح 24 عن الكمال: 441 ح 11 بسند آخر عن نسيم خادمة أبي محمد عليه السلام باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 668 ح 35 عنها وعن الخرائج: 2 / 693 ح 7 وج 1 / 465 ح 11 وفي الوسائل: 8 / 461 ح 1 عن الكمال بكلا سنديه.
وفي كشف الغمة: 2 / 500 ومنتخب الانوار المضيئة 160 عن الخرائج.
وفي حلية الابرار: 2 / 544 وتبصرة الولي ح 11 عن الكمال بالسند الاول.
وفي مستدرك الوسائل: 8 / 383 ح 1 - عن هداية الحضيني: 86 عن غيلان الكلابي عن نسيم - وإثبات الوصية: 221 عن علان، عن نسيم نحوه.
وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 235 عن إبراهيم عن نسيم مثله.
وفي ثاقب المناقب: 86 عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله، عن نسيم باختلاف.
(*)
[233]
201 - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسي، عن سالم بن أبي حية، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا اجتمع ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع القائم عليه السلام(1).
202 - وروى محمد بن يعقوب بإسناده، عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس - سماه - قال: أتيت سر من رأى ولزمت باب أبي محمد عليه السلام، فدعاني من غير أن أستأذنت(2)، فلما دخلت فسلمت قال لي: يا فلان كيف حالك؟ ثم قال: اقعد يا فلان.
ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي.
ثم قال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فالزم الدار، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وكنت أدخل عليه بغير إذن إذا كان في دار الرجال.
فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال، فسمعت حركة في البيت وناداني: مكانك لا تبرح ! فلم أجسر أخرج ولا أدخل فخرجت علي جارية معها شئ مغطى، ثم ناداني: أدخل فدخلت، ثم نادى الجارية فرجعت، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه فكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم.
ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبومحمد عليه السلام.
فقال ضوء بن علي: قلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ قال:
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 143 ح 5 وإثبات الهداة: 3 / 470 ح 139 وعن كمال الدين: 333 ح 2 بإسناده عن أحمد بن هلال باختلاف يسير.
ورواه في إثبات الوصية: 227 عن الحميري نحوه، وفي إعلام الورى: 403 عن أحمد بن هلال كما في كمال الدين.
(2) في نسخة " ف " أستأذن وكذا في البحار.
(*)
[234]
سنتين قال العبدي:(1) فقلت لضوء: كم تقدر أنت فقال: أربع عشرة سنة.
قال أبوعلي وأبوعبدالله:(2) ونحن نقدر إحدى وعشرين سنة(3).
203 - وبهذا الاسناد، عن عمرو الاهوازي قال: أراني أبومحمد عليه السلام إبنه وقال: هذا صاحبكم من بعدي(4).
204 - وأخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبدالله المطهري، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت: بعث إلي أبومحمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله
___________________________________
(1) هو علي بن عبدالرحمن العبدي راوي الخبر عن ضوء بن علي.
(2) أبوعلي وأبوعبدالله هما محمد والحسن إبنا علي بن إبراهيم روياه عن العبدي على ما في سند الخبر في الكافي وغيره.
(3) عنه البحار: 52 / 26 ح 21 وعن كمال الدين: 435 ح 4 بإسناده عن الكليني.
وقطعة منه في إثبات الهداة 3 / 441 ح 12 عنهما وعن الكافي.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 550 ومدينة المعاجز: 598 ح 21 وتبصرة الولي ح 20 و 115 عن الكافي: 1 / 514 ح 2 وص 329 ح 6 إلى قوله " حتى مضى أبومحمد عليه السلام " وفيه: نقدر له الآن...الخ.
وقطعة منه في تبصرة الولي: ح 113 عن الكافي: 1 / 332 ح 14 ورواه في تقريب المعارف: 184 عن نصر بن علي العجلي مثله.
وفي الخرائج: 2 / 957 عن ضوء بن علي العجلي.
(4) عنه إثبات الهداة: 3 / 506 ح 314.
وأخرجه في إعلام الورى: 414 وحلية الابرار: 2 / 549 وتبصرة الولي ح 19 و 111 عن الكافي: 1 / 328 ح 3مثله وص 332 ح 12 نحوه.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 528 والصراط المستقيم: 2 / 171 عن إرشاد المفيد: 349 بإسناده عن الكليني.
وفي الاثبات المذكور: 441 ح 8 عن الكافي وفي ص 586 ح 802 عن تقريب المعارف: 184 عن عمرو الاهوازي.
وفي البحار: 52 / 60 ح 48 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن إرشاد المفيد 351 بإسناده عن الكليني كما في الكافي الثاني.
(*)
[235]
عزوجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي.
قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد عليه السلام، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن.
قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة(1) ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبومحمد عليه السلام من أمر ولي الله عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت(فزعة)(2) [وخرجت](3) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر(قد)(4) قرب فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام، فناداني من حجرته: لا تشكي وكأنك(5) بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى.
قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمد عليه السلام ومما وقع في قلبي، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها على باب البيت فقلت: بأبي أنت(وأمي)(6) هل تحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمة ! إني لاجد أمرا شديدا قلت: لا خوف عليك إن شاء الله تعالى، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة
___________________________________
(1) غفا يغفو غفوا: نام، وقيل: نعس، وقيل: نام نومة خفيفة.
(من هامش البحار).
(2) ليس في البحار.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) في نسخ " أ، ف، م " فكأنك.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[236]
من المرأة للولادة، فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها، فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده.
فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمد عليه السلام: يا عمة هلمي فأتيني بابني فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحها(1)، ثم أدخله في فيه فحنكه ثم [أدخله](2) في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى، فاستوى ولي الله جالسا، فمسح يده على رأسه وقال له: يا بني انطق بقدرة الله فاستعاذ ولي الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح: *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) *(3) وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه، فناولنيه(4) أبومحمد عليه السلام وقال: يا عمة رديه إلى أمه *(حتى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *(5) فرددته إلى أمه وقد انفجر الفجر الثاني، فصليت الفريضة وعقبت إلى أن طلعت الشمس، ثم ودعت أبا محمد عليه السلام وانصرفت إلى منزلي.
فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي الله، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها، فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسأل، فدخلت على أبي محمد عليه السلام فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال
هو)(6)
___________________________________
(1) في نسخة " ف " ففتحتهما.
(2) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(3) القصص: 5، 6.
(4) في نسخة " ف " وناولنيه وكذا في نسخة " أ ".
(5) مقتبس من آية: 13 من القصص.
(6) ليس في البحار.
(*)
[237]
يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليكن عندك وعندهم مكتوما، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئيل عليه السلام فرسه *(ليقضي الله أمرا كان مفعولا) *(1).
205 - وبهذا الاسناد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حمويه الرازي، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن محمد بن جعفر(2) قال حدثتني حكيمة بنت محمد عليه السلام بمثل معنى الحديث الاول إلا أنها قالت: فقال لي: أبومحمد عليه السلام يا عمة إذا كان اليوم السابع فأتينا.
فلما أصبحت جئت لاسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت عن الستر لاتفقد سيدي فلم أره، فقلت له: جعلت فداك ما فعل سيدي فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى.
فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلموا إبني، فجئ بسيدي وهو في خرق صفر ففعل به كفعله(3) الاول، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا وعسلا، ثم قال: تكلم يا بني فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى الائمة عليهم السلام حتى وقف على أبيه، ثم قرأ *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين - إلى قوله - ما كانوا يحذرون) *(4).
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 17 ح 25 وحلية الابرار: 2 / 538 وتبصرة الولي: ح 5.
وقطعة منه في نور الثقلين: 4 / 111 ح 16.
وفي إثبات الهداة: 3 / 414 ح 52 وص 506 ح 315 وص 682 ح 89 تقطيعا.
والآية في الانفال: 42.
(2) هو موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليهما السلام كما في الكافي والكمال.
(3) في نسخة " ف " كفعاله وكذا في نسختي " أ، م ".
(4) أخرجه في البحار: 51 / 2 ح 3 وإعلام الورى: 394 والبرهان: 3 / 218 ح 4 ومدينة المعاجز: 586 ح 1 وتبصرة الولي: ح 1 وحلية الابرار: 2 / 522 عن كمال الدين: 424 ح 1 مفصلا إلى قوله تعالى: *(ما كانوا يحذرون) *.
وأورده في روضة الواعظين: 256 مرسلا كما في الكمال.
وفي ثاقب المناقب: 85 عن موسى بن محمد بن القاسم مختصرا.
[238]
206 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن سميع بن بنان، عن محمد بن علي بن أبي الداري، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن روح الاهوازي، عن محمد بن إبراهيم، عن حكيمة بمثل معنى الحديث الاول إلا أنه قال: قالت بعث إلي أبومحمد عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنه خمس وخمسين ومائتين قالت وقلت له: يا بن رسول الله من أمه؟ قال: نرجس، قالت: فلما كان في اليوم الثالث اشتد شوقي إلى ولي الله، فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة التي فيها الجارية، فإذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء وعليها أثواب صفر، وهي معصبة الرأس فسلمت عليها والتفت إلى جانب البيت وإذا بمهد عليه أثواب خضر، فعدلت إلى المهد ورفعت عنه الاثواب فإذا أنا بولي الله نائم على قفاه غير محزوم ولا مقموط، ففتح عينيه وجعل يضحك ويناجيني باصبعه(1)، فتناولته وأدنيته إلى فمي لاقبله، فشممت منه رائحة ما شممت قط أطيب منها، وناداني أبومحمد عليه السلام يا عمتي ! هلمي فتاي إلي، فتناوله وقال(2): يا بني انطق وذكر الحديث.
قالت ثم تناولته(3) منه وهو يقول: يا بني استودعك الذي استودعته أم موسى، كن في دعة الله وستره وكنفه وجواره، وقال: رديه إلى أمه يا عمة واكتمي خبر هذا المولود علينا، ولا تخبري به أحدا حتى يبلغ الكتاب أجله، فأتيت أمه وودعتهم وذكر الحديث إلى آخره.
أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال:
___________________________________
(1) في نسخة " ف " باصبعيه وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) في نسخ " أ، ف، م " وقال له.
(3) في البحار: ثم تناوله.
(*)
[239]
حدثني الثقة، عن محمد بن علي بن بلال،(1) عن حكيمة بمثل ذلك(2).
207 - وفي رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ أن حكيمة حدثت بهذا الحديث وذكرت أنه كان ليلة النصف من شعبان وأن أمه نرجس وساقت الحديث إلى قولها فإذا أنا بحس سيدي وبصوت أبي محمد عليه السلام وهو يقول: يا عمتي هاتي إبني فكشفت عن سيدي.
فإذا هو ساجد متلقيا الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن مكتوب *(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)*(3) فضممته إلي فوجدته مفروغا منه فلففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد عليه السلام وذكروا الحديث إلى قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين حقا، ثم لم يزل يعد السادة الاوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لاوليائه بالفرج على يديه ثم أحجم.
وقالت: ثم رفع بيني وبين أبي محمد عليه السلام كالحجاب فلم أر سيدي فقلت: لابي محمد: يا سيدي أين مولاي؟ فقال: أخذه من هو أحق منك ومنا ثم ذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه.
فلما كان بعد أربعين يوما دخلت على أبي محمد عليه السلام فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال أبومحمد عليه السلام: هذا المولود الكريم على الله عزوجل فقلت: سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوما، فتبسم وقال: يا عمتي أما علمت أنا معاشر الائمة ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في السنة، فقمت فقبلت رأسه وانصرفت، ثم عدت وتفقدته فلم أره فقلت لابي محمد عليه السلام: ما فعل
___________________________________
(1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكري عليه السلام قائلا: محمد بن علي بن بلال ثقة.
وعده في الكنى من أصحاب الهادي عليه السلام قائلا: أبوطاهر محمد وأبوالحسن وأبوالمتطبب بنو علي بن بلال بن راشتة المتطبب.
(2) عنه البحار: 51 / 19 ح 26 وقطعة منه في تبصرة الولي ح 81.
(3) مقتبس من الاسراء آية 81.
(*)
[240]
مولانا.
فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى(1).
208 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال: حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب، وكان عاميا بمحل من النصب لاهل البيت عليهم السلام يظهر ذلك ولا يكتمه، وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق، فيقول - كلما لقيني - لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به، فأتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة، فاستقصيت عنه(2) وسألته أن يخبرني به، فقال: كانت دورنا بسر من رأى مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فغبت عنها دهرا طويلا إلى قزوين وغيرها، ثم قضي لي الرجوع إليها، فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الاول(3) مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار، فأقمت عندهن(4) أياما ثم عزمت الخروج، فقالت العجوزة(5) كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا؟ فأقم عندنا لنفرح بمكانك، فقلت لها على جهة الهزء: أريد أن أصير إلى كربلاء، وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت أو تقوله على وجه الهزء فإني أحدثك بما رأيته يعني(6) بعد
___________________________________
(1) عنه البحار: 51 / 19 ح 27 وصدره في إثبات الهداة: 3 / 682 ح 90.
وأخرجه بطوله في حلية الابرار: 2 / 529 وتبصرة الولي ح 7 ومدينة المعاجز: 588 ح 4 والبحار: 51 / 25 - 27 عن هداية الحضيني: 70 - 71.
ورواه بطوله أيضا في إثبات الوصية: 218 - 220.
وأورده في عيون المعجزات: 139 - 141 كما في إثبات الوصية.
(2) في نسخ " أ، ف، م " عليه.
(3) أي كانت من طبع الخلق الاول هكذا، أي كانت مطبوعة على تلك الخصال في أول عمرها(من البحار).
(4) في البحار: عندهم.
(5) في البحار: فقالت العجوز.
(6) في نسخ " أ، ف، م " بعيني.
(*)
[241]
خروجك من عندنا بسنتين.
كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي وأنا بين النائمة واليقظانة، إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة، فقال: يا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران، فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي، ففزعت فناديت(1) ابنتي، وقلت(2) لها: هل شعرت بأحد دخل البيت فقالت: لا، فذكرت الله وقرأت ونمت، فجاء الرجل بعينه وقال لي مثل قوله، ففزعت وصحت بابنتي فقالت: لم يدخل البيت [أحد](3) فاذكري الله ولا تفزعي فقرأت ونمت.
فلما كان في [الليلة](4) الثالثة جاء الرجل وقال: يا فلانة قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه، وسمعت دق الباب فقمت وراء الباب وقلت: من هذا؟ فقال: افتحي ولا تخافي، فعرفت كلامه وفتحت الباب فإذا خادم معه إزار فقال: يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة، فادخلي ولف رأسي بالملاءة وأدخلني الدار وأنا أعرفها، فإذا بشقاق(5) مشدودة وسط الدار ورجل قاعد بجنب الشقاق، فرفع الخادم طرفه فدخلت وإذا امرأة قد أخذها الطلق وامرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها.
فقالت المرأة: تعيننا(6) فيما نحن فيه، فعالجتها بما يعالج به مثلها فما كان إلا قليلا حتى سقط غلام فأخذته على كفي وصحت غلام غلام، وأخرجت رأسي من طرف الشقاق أبشر الرجل القاعد، فقيل لي لا تصيحي، فلما رددت وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي فقالت لي المرأة القاعدة: لا تصيحي، وأخذ الخادم بيدي ولف رأسي بالملاءة وأخرجني من الدار وردني إلى داري وناولني صرة وقال
___________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " وناديت.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فقلت.
(3، 4) من تبصرة الولي.
(5) الشقاق جمع الشقة بالكسر وهي ما شق من الثوب مستطيلا.
وفي نسخ " أ، ف، م " فإذا شقاق(البحار).
(6) في نسخ " أ، ف، م " تعينينا.
(*)
[242]
[لي]:(1) لا تخبري بما رأيت أحدا.
فدخلت الدار ورجعت إلى فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة [بعد](2) فأنبهتها وسألتها هل علمت بخروجي ورجوعي؟ فقالت: لا، وفتحت الصرة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير عددا(3)، وما أخبرت بهذا أحدا إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام على حد(4) الهزء فحدثتك إشفاقا عليك، فإن لهؤلاء القوم عند الله عزوجل شأنا ومنزلة، وكل ما يدعونه حق(5)، قال: فعجبت(6) من قولها وصرفته إلى السخرية والهزء ولم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقينا أني غبت عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ورجعت إلى سر من رأى في وقت أخبرتني العجوزة(7) بهذا الخبر في سنة إحدى وثمانين ومائتين في وزارة عبيدالله بن سليمان(
لما قصدته.
قال حنظلة: فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتى سمع معي [منه](9) هذا الخبر(10).
___________________________________
يتبع