سم الله الرحمن الرحيم
قصة هذه القصيده هي : أنه جاء أحد خلفاء الدوله الأمويه لأداء مناسك الحج في مكه المكرمه و معه حاشيته وكلنا نعلم ان عاصمه الدوله الأمويه كانت في دمشق . فقدموا إلى مكه المكرمه و في طوافهم حول الكعبه رأوا رجل الناس يفسحون له الطريق حتي بلغ الحجر الأسود و قبله و لاحظوا حب الناس و احترامهم إليه بينما أن الخليفه لا يضعون له هذا الإحترام لجهلهم له فسأل أحد حاشيه الخليفه الخليفه : ( من هذا ) فرد عليه الخليفه لا أعلم و كان في ذلك الوقت الفرزدق يطوف بالقرب منهم فسمع الكلام و كان الفرزدق بسكن مكه و يعرف زين العابدين بن علي رضي الله عنه فرد لهم قائلاً هذه الأبيات :
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته = و البيت و الحل و الحرم
هذا بن خير عباد الله كلهم = هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا بن فاطمه الزهراء إن كنت = تجهله بجده انبياء الله قد ختموا
و ليس بقولك من هذا ؟ بضائره = العرب تعرف من انكرت و العجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما = يستوكفان و لا يعروهما عدم
سهل الخليقه لا تخشى بوداره = يزينه إثنان حسن الخلق و الشيم
حمٌال أثقال أقوام إذ ففدحوا = حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال ( لا ) قط إلا في تشهده = ولولا التشهد كانت ( لاءه ) نعم
عم البريه بالإحسان فإنقشعت = عنها الغياهب و الإملاق و العدم
إذا رأته قريش قال قائلها = إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يُغضي حياءً ويغضي من مهابته = فلا يكلم إلا حين يبتسم
بكيه خيزران ريحها عبق = من كف ٍ أروع في عرنينه شمم
يكاد يمكه عرفان راحته = ركن الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
الله شرفه قدماً و عظمة = جرى بذاك له اللوح و القلم
أي الخلائق ليست في رقابهم = لأوليه هذا أوله نعم
من يشكر الله يشكر أوليه ذا = فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينتمي إلى ذروة الدين التي قصرت = عنها الأكف و عن أحراكها القدم
من جده دان له فضل الأنيباء له = و فضل أمته دانت له الأمم
مشتقه من رسول الله نبعته = و طاب مغارسه و الخيم و الشيم
ينشق نور الدجى عن نور غرته = كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشرٍ حبهم دين و بغضم = كفر وقربهم منجى و معتصم
مقدَم بعد ذكر الله ذكرهم = في كل بدء و و مختوم به الكلم
إن عدَ أهل التقى كانوا أئمتهم = أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعدَ جودهم = و لا يدانهم قومٌ و غن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت = و الأسد أسد الشرى و البأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم = سيلن ذلك إن أثروا إن عدموا
يستدفع الشر و البلوى بحبهم = و يسترب به الإحسان و النعم
لا تنسونا من صالح دعواتكم