ما روى في أن الله لا يخلى أرضه بغير حجة
من ذلك:
1 - ما روي من كلام أمير المؤمنين علي(عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال: أخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيدي وأخرجني إلى الجبان(2)، فلما أصحر تنفس الصعداء(3)، ثم قال - وذكرالكلام بطوله حتى انتهى إلى قوله - " اللهم بلى ولا تخلو الارض من حجة قائم لله بحجته إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور(4)، لئلا تبطل حجج الله وبيناته - في تمام الكلام ".
أليس في كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) " ظاهر معلوم " بيان أنه يريد المعلوم الشخص والموضع؟ وقوله: " وإما خائف مغمور " أنه الغائب الشخص، المجهول الموضع؟ والله المستعان.
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل ; و سعدان بن إسحاق ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد القطواني قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سلام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق
___________________________________
(1) الانعام: 112.
(2) الجبان كالجبانة - بفتح الجيم وشد الباء الموحدة -: المقبرة.
(3) " أصحر " أى صارفى الصحراء، وتنفس الصعداء - بضم الصاد المهملة، وفتح العين المهملة ممدودا - اى تنفس تنفسا طويلا.
(4) المغمور من الغمر، أى غمره الظلم حتى غطاه، أو المقهور المستور المجهول الخامل الذكر.
(*)
[137]
السبيعى قال: سمعت من يوثق به من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول: قال أمير - المؤمنين(عليه السلام) في خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها " اللهم [ف] لابد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك لكيلا يتفرق أتباع أوليائك(1)، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقب، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذبون، ويأباه المسرفون، بالله كلام يكال بلا ثمن(2) لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه ويؤمن به ويتبعه، وينهج نهجه فيفلح به(3)؟ ثم يقول: فمن هذا؟ ولهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويؤدونه كما يسمعونه من العالم(4): ثم قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة: اللهم وإنى لاعلم أن العلم لا يأرز كله، ولا ينقطع مواده فإنك لا تخلى أرضك من حجة على خلقك إما ظاهر يطاع(5) أو خائف مغمور ليس بمطاع لكيلا تبطل حجتك ويضل أولياؤك بعد إذ هديتهم - ثم تمام الخطبة ".
وحدثنا محمد بن يعقوب الكلينى قال: حدثنا علي بن محمد، عن سهل بن زياد ; قال: وحدثنا محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد ; قال: وحدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبى حمزة الثمالي عن أبى إسحاق السبيعي، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) ممن يوثق به قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه تكلم بهذا الكلام وحفظه عنه حين خطب به علي منبر الكوفة: " اللهم - وذكر مثله"(6).
___________________________________
(1) في بعض النسخ " لئلا - الخ ".وفى بعضها " اتباع أولئك ".
(2) يعنى أنا أكيل لكم العلم كيلا واعطيكم ولا أطلب منكم ثمنا.
(3) في بعض النسخ " فيصلح به ".
(4) قال في النهاية: في الحديث " ان الاسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " أى ينضم اليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.
(5) كذا.
(6) رواه الكلينى في قسم الاصول مختصرا في ج 1 ص 178 ومفصلا ص 335 و 339.
(*)
[138]
3 - حدثنا محمد بن يعقوب الكلينى قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن منصور بن يونس ; وسعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن الارض لا تخلو إلا وفيها عالم(1) كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم ".
4 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبدالله بن سليمان العامري، عن أبى عبدالله(عليه السلام) أنه قال " ما زالت الارض إلا ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله ".
5 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن بعض رجاله، عن أحمد بن مهران، عن محمد ابن علي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: تبقى الارض بغير إمام؟ قال: لا ".
6 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبى بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام)(2) أنه قال: " إن الله لم يدع الارض بغير عالم، ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل ".
7 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي - حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) أنه قال: " والله ما ترك الله أرضه منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجته على عباده، ولا تبقى الارض بغير إمام حجة لله على عباده ".
8 - وبه عن أبي حمزة قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام): أتبقى الارض بغير إمام(3)؟ فقال: لو بقيت الارض بغير إمام لساخت "(4).
___________________________________
(1) كذا، وفى الكافى ج 1 ص 178 " وفيها امام ".
(2) كذا، وفى الكافى ج 1 ص 78: " عن أبى بصير، عن أحدهما عليهما السلام ".
(3) اى تبقى صالحة معمورة أو مقرا للناس؟ فأجاب عليه السلام بنفى البقاء.وقيل " تبقى " فعل ناقص بمعنى " تكون".
(4) أى انخسفت بأهلها، وذلك أن الله سبحانه خلق الانسان مختارا مكلفا ولازم التكليف وجودالحجة وهى لا تتم بالقرآن فقط لانه حمال ذو وجوه وانما كان تماميتها بالعترة كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وآله " لن يفترقا حتى يردا على الحوض " والحجة تمت بهما معا فاذا ارتفعت الحجة ارتفع التكليف واذا ارتفع التكليف أراد انقراض الخلق فساخت الارض بأهلها.وهذا المعنى يستفاد من الخبر الاتى أيضا.
[139]
9 - وبه عن محمد بن الفضيل، عن الرضا(عليه السلام) قال: " قلت له: أتبقى الارض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فإنا نروى عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الارض - أو قال: على العباد - فقال: لا تبقى [الارض بغير إمام(1) ولو بقيت] إذا لساخت ".
10 - محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله المؤمن، عن أبي هراسة، عن أبى جعفر الباقر(عليه السلام) أنه قال: " لو أن الامام رفع من الارض ساعة لساخت بأهلها وماجت كما يموج البحر بأهله "(2).
11 - محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: " سألت الرضا(عليه السلام): هل تبقى الارض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: إنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عزوجل على العباد؟ قال: لا تبقى إذا لساخت ".
___________________________________
(1) اى ليس مراد ابى عبدالله عليه السلام السخط الذى تبقى معه الارض بأهله، بل لسخط الذى تصير به الارض منخسفة ذاهبة.وما بين القوسين ليس في الكافى.
(2) في الكافى " لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله ".
(*)